السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيهما أرحم .. جنة الغربه أم جحيم الوطن ؟!
الغربة
عندما يكون العاشق غريبا والمعشوق وطنا يصبح للحب طعما آخر
و للغربة مذاق مر لا يدركه إلا من تجرع من كأسه وذاق لوعاته وغص بآهاته.
للغربة نصل يتغلغل إلى أن يصل إلى العمق فيصبح الجرح في الأعماق وعندها لا نستطيع إيقاف النزيف .
للغربة سياط تترك آثارها على أجسادنا وأرواحنا و نظراتنا و أنفسنا فلا نستطيع الخلاص منها أبد الدهر لتكون وصمة على الجبين تعلن للجميع إننا لسنا سعداء .
للغربة آلام كآلام المخاض تبدأ بسيطة ثم
لا تلبث أن تصل إلى قمة عدم الاحتمال - يبدو أن الفرق بينهما أن آلام المخاض تتبعها حياة روح وآلام الغربة يتبعها موت روح .
قد تكون الغربة حلا أمثل عندما ينبذنا الوطن ...
وتلفظنا أرضه ..
وتحملنا ريحه إلى البعيد ..
لتتركنا في الإقامة الجبريةخارج حدوده ..
ولا يرق قلبه لدموعنا وتوسلاتنا ..
ولا تجدي معه قصائد استعطافنا واستجدائنا ولا يطربه شدونا ولا يحرك فؤاده حبنا له وعشقنا لثراه .
عندها نضطر لحزم حقائبنا وذكرياتنا وما بقى من كرامتنا ..
ونبدأ في البحث عن وطن جديد ..
وطن يقبل بنا ويأوينا ..
وحنيننا يشدنا إلى الوطن الأول ..
وكرامتنا تدفعنا في المضي قدما للبحث عن وطن يتبنانا ...
ولكن الحنين يعذبنا ..
والبعد عن أرضنا يذبحنا من الوريد إلى الوريد .. ونكون على يقين تام بأننا سنعود يوما إلى الوطن .. سنعود إلى أحضان الأم الحقيقية التي أنجبتنا..
في الغربة تقتل الأحلام ..
و تنتحر الامانى ..
و يذبل القلب ..
ويتجمد الإحساس ..
ارايت الزهرة ان قطفت واجتثت من أصلها ..
فإما أن تذبل وتموت أو أن تجف وتبقى جسدا بلا روح
ولكن يبقى السؤال حائرا ..
أيهما أرحم .. جنة الغربه أم جحيم الوطن ؟ !
ورأيي الخاص !!!
فمن ليست له تجربة حقيقية قد يكن له تصور خيالي..
فموضوع الغربة هو جدا عميق وإذا قارناه بالوطن يكون أعمق من ذالك بكثير وسأستشهد ببعض الأبيات !!!
حننا ولو كان في وسعنا
سعينا إليك على الأرأس
إذا آنس الصب ذكر الحبيب
ففي غير ذكراك لم آنس
هواجس تثني إليك المنى
ولولا المنى قط لم أهجس..
وإني وقلبي ذاك الرقيق
يحن إلى صخرك الأملس
وبلدتي ذل تميت الشعور
فمنطقها الحر كالأخرس..!
أحب بلادي لو لم أخف
بها شر ذي الغدر ذي الأشرس..
يجادب قلبي إليها الهوى
ويأبى المقام بها معطشي..!!
جفوني ولا ذنب لي إلا الإباء
وإن طاب من بينهم مغرسي
وقالوا:تناسى الحنين
فقلت: وهل بلبل حن للمحبس..!
فالغربة قد تحقق بعض الأحلام والأمنيات المستعصية في الوطن وقد تساعد على خلق حرية شخصية وخصوصا في الفكر وكلنا متفقين أنه ليس من الممكن تحقيق كل شيء والحفاظ على كل المبادئ دون التنازل عن بعض الأمور المهمة الأخرى ومنها الوطن الأهل الأحباب والأصدقاء وكما قلت حين تجتث الزهرة من تربتها فإنها تموت أو تبقى جسدا بلا روح ولكن شخصيا أؤمن أن زهرة في منبت لا يحترم الزهور ولا يهديها في المناسبات لا بل يدوس عليها أيضا أحرى بها أن تكون غريبة في باقة جميلة أو تحافظ على حيويتها وأصل جذورها حتى تعاود الرجوع إلى منبتها الأصلي وإن تطلب الأمر بناء سياج من أسلاك حولها..
وأختم بقولة الإمام علي عليه السلام (الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن)
فالفقر والغنى في قوله لهما أكثر من بعد...
فما رأيك أنت أخوي
وأنتي أختي في هذا الأمر !!!!
في أنتظاااار أرائكم الصريحه؟؟؟؟؟
وتقبلوا ودي !!
تالا الحبوبة